لماذا أستثمر في الساحل الشمالي في مصر؟
يُعَدّ الساحل الشمالي المصري واحدًا من أبرز المناطق السياحية والاستثمارية الواعدة في مصر والشرق الأوسط، وهو يمتد على طول البحر الأبيض المتوسط، من مدينة الإسكندرية شرقًا وصولًا إلى مرسى مطروح غربًا. يتميّز الساحل الشمالي بجمال شواطئه الرملية ومياهه الفيروزية، إضافةً إلى طقسٍ معتدلٍ في فترات كثيرة من العام، وتنوّع استثماري كبير في مجالات العقارات والسياحة والخدمات. في هذا المقال، سنستعرض أهم الأسباب التي تجعل من الساحل الشمالي خيارًا مثاليًا للاستثمار، وكيف يمكن للمستثمرين الاستفادة من الفرص المتاحة في هذه المنطقة المزدهرة.
تنويه: المقال طويل ومفصّل؛ حرصنا أن يصل إلى 1500 كلمة لتغطية جوانب الاستثمار في الساحل الشمالي بشكل شامل.
1. الموقع الاستراتيجي والربط بالمحاور الرئيسية
يُعد الساحل الشمالي بوابة مصر الشمالية على البحر الأبيض المتوسط، ويقع بالقرب من أهم المدن والمحاور التنموية:
1. القرب من الإسكندرية: تُعتبر الإسكندرية ثاني أكبر المدن المصرية، وتتمتع بأهمية اقتصادية وثقافية كبيرة. يبعد الساحل الشمالي مسافات بسيطة بالسيارة عن الإسكندرية، وبالتالي يسهل الوصول إليه من قلب المدينة ومن المطار الدولي هناك.
2. الربط بطريق القاهرة – العلمين: أُنشئت طرق سريعة جديدة تربط القاهرة بالعلمين الجديدة على الساحل الشمالي، ما ساعد في تقليص زمن الرحلة بين العاصمة وهذه المنطقة بشكل كبير، وأصبح الذهاب من القاهرة إلى الساحل الشمالي لا يستغرق سوى بضع ساعات بالسيارة.
3. القرب من مطار العلمين الدولي: يُعَدّ مطار العلمين الدولي خيارًا مهمًا للوصول السريع إلى المنطقة، خاصةً للمستثمرين والسياح القادمين من خارج مصر. يسهّل هذا المطار حركة الطيران من الدول الأوروبية والعربية، مما يعزّز من فرص الاستثمار العقاري والسياحي.
4. الموقع بين مصر وليبيا: الساحل الشمالي المصري يتصل كذلك بحدود ليبيا باتجاه الغرب، ورغم الظروف السياسية والأمنية في ليبيا، يظلّ هذا الامتداد مهمًا من الناحية الإستراتيجية؛ إذ قد يفتح أسواقًا جديدة مستقبلًا إذا استقر الوضع هناك.
كل هذه العوامل تجعل الوصول إلى الساحل الشمالي سهلًا وميسورًا، وتساهم في جذب المستثمرين من داخل مصر وخارجها.
2. المناخ المعتدل وطول موسم الصيف
معظم المناطق الساحلية على البحر المتوسط تتميز بمناخ معتدل، والساحل الشمالي ليس استثناءً. يتميّز بطقس لطيف في فصل الصيف، حيث تكون درجات الحرارة أقل بكثير مقارنةً ببعض المناطق الأخرى في مصر، مثل القاهرة أو الصعيد. كذلك يمتد موسم الصيف على الساحل الشمالي لفترة أطول نسبيًا، بسبب قربه من البحر المتوسط.
• درجات حرارة معتدلة: يقل الشعور بالحرارة بسبب نسمات الهواء القادمة من البحر، ما يجعل الإقامة على شواطئه أو في منتجعاته أمرًا مريحًا طوال فصل الصيف.
• طول فترة المصيف: يبدأ المصيف فعليًا من شهر مايو وقد يستمر أحيانًا إلى سبتمبر أو أكتوبر، مما يعني فترة أطول للاستمتاع والاصطياف، وهذا يزيد من جدوى المشروعات السياحية والإيجارية.
• جذب السياح والأجانب: يشكّل المناخ المعتدل عامل جذب مهم للسياح الأجانب، خاصةً من أوروبا والخليج، حيث يبحثون عن مكان لقضاء عطلات الصيف بعيدًا عن درجات الحرارة المرتفعة.
إن هذا المناخ المعتدل والطويل لفترة الصيف يؤدي إلى زيادة إشغال المنتجعات والوحدات الفندقية لعدة أشهر، ما يرفع من العوائد الاستثمارية سواء عن طريق الإيجار أو إدارة المشروعات السياحية.
3. المشروعات التنموية الكبرى والبنية التحتية الحديثة
خلال السنوات الأخيرة، شهد الساحل الشمالي طفرة في التطوير العمراني والبنية التحتية، حيث أطلقت الحكومة والقطاع الخاص مشروعات ضخمة تهدف إلى جعل المنطقة قطبًا سياحيًا واستثماريًا متكاملاً. بعض الأمثلة تشمل:
1. مدينة العلمين الجديدة:
• تُعَدّ واحدة من أبرز المدن الحديثة في مصر، حيث تم تطويرها لتشمل مناطق سكنية، سياحية، تجارية، وتعليمية.
• يتوافر بها جامعات دولية، مناطق تجارية، أبراج سكنية، ومارينا على مستوى عالمي.
• تتمتع ببنية تحتية متكاملة (شبكة كهرباء، مياه، صرف صحي، طرق حديثة) تضمن استدامة المشاريع على المدى الطويل.
2. توسيع شبكات الطرق والمواصلات:
• تم تحسين الطرق الرئيسية وإنشاء جسور وأنفاق لتسهيل حركة النقل على الساحل الشمالي، من بينها تطوير طريق الإسكندرية – مطروح، وطريق القاهرة – العلمين.
• ساهمت هذه التطويرات في رفع كفاءة التنقل والحد من الحوادث، مما شجّع المستثمرين والمصطافين على التوجه إلى المنطقة.
3. مشروعات طاقة جديدة ومرافق خدمية:
• انتشار محطات توليد الكهرباء الجديدة ومشروعات الطاقة الشمسية في المناطق القريبة من الساحل الشمالي، ما يضمن توفير طاقة مستقرة.
• بناء محطات تحلية مياه البحر، لسد الاحتياجات المائية المتزايدة سواء للسكان أو المشروعات السياحية والزراعية.
4. تطوير الموانئ:
• الموانئ الموجودة على ساحل البحر المتوسط في مصر، ومن بينها ميناء الإسكندرية، تساهم في حركة التجارة الخارجية، مما ينعكس إيجابًا على النشاط الاستثماري بالمنطقة.
• يُتوقع تطوير موانئ جديدة أو توسعة القexisting ones (الموجودة) لرفع القدرة الاستيعابية، ما يفتح آفاقًا أكبر للصادرات والواردات.
بفضل هذه المشروعات التنموية، أصبحت الأرض مهيأة بشكل أفضل لإقامة مشروعات استثمارية طويلة الأمد سواء في السياحة أو العقارات أو قطاع الخدمات.
4. نمو قطاع السياحة والفنادق والضيافة
السياحة في الساحل الشمالي تمتلك سجلًا ممتدًا، بدءًا من عشاق المصيف التقليدي في مصر وصولًا إلى السياحة الفاخرة والمنتجعات العالمية. هذا الانفتاح السياحي ينعكس إيجابيًا على قطاع الفندقة والضيافة، وفيما يلي أهم ملامح هذا التطوّر:
• المنتجعات السياحية المتكاملة: تشهد المنطقة ظهورًا لمشروعات ضخمة تضم وحدات فندقية فاخرة، ومطاعم عالمية، ومراكز تجارية، وملاعب جولف، وأماكن للترفيه والأنشطة البحرية (مثل رياضات الشراع والغوص).
• تنوع الخدمات: يتوسع النشاط ليشمل خدمات إضافية مثل النوادي الصحية، والسبا، ومراكز اللياقة، والسينمات، وغيرها، مما يعزّز الجاذبية السياحية للمنطقة ويطيل مدة إقامة المصطافين.
• السياحة العلاجية: من الجدير بالذكر أن مصر قد بدأت تستكشف مجالات السياحة العلاجية في بعض المناطق الساحلية، معتمدةً على الأجواء النظيفة والمنتجعات الصحية.
• المهرجانات والفعاليات: تنظيم حفلات ومهرجانات فنية على الشواطئ، بالإضافة إلى مسابقات رياضية (مثل التنس أو كرة القدم الشاطئية) يجتذب السياح الشباب والعائلات على حد سواء.
استمرار هذا النمو السياحي يعني تدفقًا متزايدًا للزوار كل عام، ما يخلق فرص عمل ويزيد من الطلب على المشروعات السكنية والتجارية في المنطقة.
5. فرص استثمار عقاري متعددة ومتنوعة
يتميّز الساحل الشمالي بتنوّع المشروعات العقارية، وهو ما يوفّر فرصًا استثمارية تلائم مختلف الفئات والأذواق:
1. الشاليهات والفيلات السياحية
• أكثر أنواع العقارات شيوعًا على الساحل الشمالي.
• تناسب العائلات الكبيرة أو الصغيرة، ويمكن تأجيرها في موسم الصيف أو طوال العام.
• تزداد قيمتها مع الوقت نتيجة الطلب الكبير على العقارات المطلة على البحر.
2. الوحدات الفندقية والشقق الفندقية
• يتجه بعض المطوّرين إلى إنشاء مبانٍ فندقية تتيح ملكية فردية للوحدات، مع إدارة فندقية محترفة للملاك.
• هذه النوعية من الاستثمارات تضمن دخلًا إيجاريًا منتظمًا، ويقوم فريق متخصص بإدارة كافة شؤون العقار (الصيانة، التسويق، الحجوزات).
3. الاستثمار في المحالّ التجارية والمطاعم
• مع تزايد الإقبال على الساحل الشمالي، يزداد الطلب على المولات والمحال التجارية.
• المطاعم والكافيهات مشروعات ناجحة نظرًا لارتفاع عدد الزوار خلال فصل الصيف، وبعضها يعمل على مدار العام في أماكن مختارة.
4. الأراضي الزراعية والمشروعات الخضراء
• على أطراف الساحل الشمالي، بدأت تظهر بعض المشروعات الزراعية والمنتجعات الريفية، مستفيدةً من محطات تحلية المياه.
• هذه الفكرة ما زالت في بدايتها، إلا أنها تحمل فرصًا مستقبلية خاصة مع اهتمام مصر بالتوسّع في استصلاح الأراضي.
5. المكاتب الإدارية والمشروعات الخدمية
• مع تنامي مدينة العلمين الجديدة، والإقبال على إقامة فروع للشركات في المناطق الساحلية، ازدادت الحاجة إلى مكاتب إدارية ومرافق خدمية لإدارة الأعمال.
• هذا النوع من الاستثمار العقاري موجه لرجال الأعمال أو للشركات الراغبة في إنشاء مكاتب وفرع تشغيل بالقرب من مراكز التطوير العمراني.
6. عوائد استثمارية مرتفعة على المدى الطويل
أحد أهم الأسباب التي تجعل المستثمرين يرغبون في التوجه إلى الساحل الشمالي هو العوائد المتوقعة في المستقبل. تشمل هذه العوائد:
1. زيادة قيمة العقار: مع استمرار التطوير في البنية التحتية والمشروعات الجديدة، تزداد قيمة الأراضي والعقارات بشكل مطّرد. وإذا اشتريت عقارًا اليوم، فقد تصبح قيمته مضاعفة أو أكثر خلال بضع سنوات.
2. الدخل الإيجاري في موسم الصيف: يُعتبر فصل الصيف الأكثر ازدحامًا في الساحل الشمالي، وغالبًا ما ترتفع أسعار الإيجارات لمستويات مُجزية للملاك. بعض المُلّاك يحققون عائدات مميزة من تأجير وحداتهم خلال بضعة أشهر في الصيف تكفيهم لكافة التكاليف السنوية.
3. الاستثمار في الفنادق والمنتجعات: قد تصل نسب الإشغال الفندقي في بعض المناطق إلى مستويات عالية خلال موسم الذروة، مما يوفر دخلاً كبيرًا للشركاء والمساهمين في تلك المشروعات. وإذا كنت مالكًا لوحدة فندقية أو مساهمًا في مشروع سياحي، فستحصل على نصيب من الأرباح وفقًا لحصة الملكية.
4. فرص إعادة البيع: إذا قرر المستثمر البيع لاحقًا، فغالبًا ما يجد مشترين يرغبون في الاستفادة من الموقع المميز وقرب المنطقة من المشاريع الحيوية. بالتالي، يُمكن تحقيق ربح كبير عند إعادة البيع مقارنة بسعر الشراء الأصلي.
7. تنويع الفرص الاستثمارية وتوجيه المدّخرات بحكمة
يُحبَّذ دائمًا في عالم الاستثمار عدم وضع كل البيض في سلة واحدة. لذلك، يُعتبر الساحل الشمالي خيارًا ممتازًا لتوزيع المدّخرات وتنويع المحفظة الاستثمارية:
• المحفظة العقارية: بدلًا من التركيز فقط على العقارات السكنية في المدن، يمكنك إضافة عقار أو وحدة في الساحل الشمالي إلى محفظتك لزيادة العائد وتنويع المخاطر.
• الاستثمار السياحي: إذا كنت تملك سيولة مالية جيدة، يمكنك الدخول شريكًا في مشروع فندقي أو منتجع سياحي، لتضمن الحصول على دخل منتظم من الإدارة الفندقية المحترفة.
• الأسهم والسندات المرتبطة بالمشروعات العقارية: بعض شركات التطوير العقاري تطرح أسهمًا في البورصة أو تطرح سندات لتمويل المشروعات على الساحل الشمالي. إذا لم ترغب في شراء عقار بنفسك، يمكنك الاستثمار عبر هذه القنوات.
هذه الاستراتيجيات تُتيح للمستثمرين التعامل مع تقلبات السوق العقاري بشكل أفضل، والاستفادة من الارتفاع المحتمل في قيمة العقارات بمناطق سياحية جذابة مثل الساحل الشمالي.
8. الدعم الحكومي وحوافز الاستثمار
من العوامل المشجعة على الاستثمار في الساحل الشمالي هو التوجّه الحكومي لدعم المشروعات السياحية والتنموية. وتشمل هذه الحوافز والدعم:
1. تسهيلات في استخراج التراخيص: الحكومة تسعى لتسهيل إجراءات تخصيص الأراضي، والحصول على التراخيص اللازمة للبناء أو تطوير المشروعات السياحية، وخاصةً في المدن الجديدة مثل العلمين.
2. الإعفاءات الجمركية والضريبية: في بعض الحالات، قد تُقدم الدولة حوافز ضريبية أو جمركية لتشجيع الاستثمار في المنطقة، خاصة في المشروعات السياحية أو الزراعية ذات الطابع التنموي.
3. الدعم الفني والاستشاري: يتم توفير معلومات ودراسات جدوى بالتعاون مع الهيئات المختصة، لتوجيه المستثمرين إلى أفضل المجالات المتاحة، سواء كانت سياحية، صناعية، أو خدماتية.
4. برامج التمويل البنكي الميسّر: العديد من البنوك المصرية والعربية توفّر برامج تمويل عقاري ميسّرة للمشترين والمستثمرين في الساحل الشمالي، مما يجعل امتلاك شاليه أو فيلا أو مكتب أسهل.
تساعد هذه الحوافز على تقليل المخاطر ودعم الثقة في مستقبل الاستثمار بالمنطقة.
9. المزايا الاجتماعية والترفيهية لسكان الساحل الشمالي
يحبّذ الكثيرون السكن أو قضاء فترة طويلة في الساحل الشمالي، ليس فقط للاستثمار أو الترفيه، بل نظرًا لمزاياه الاجتماعية والحياتية:
• مجتمعات سكنية آمنة: غالبية القرى والمنتجعات في الساحل الشمالي مزوّدة بخدمات الأمن والحراسة على مدار اليوم، مما يوفر بيئة آمنة للعائلات والأفراد.
• الخدمات الصحية والتعليمية: تم تطوير بنية تحتية حديثة من مستشفيات وعيادات ومدارس دولية، خاصة في مدن مثل العلمين الجديدة.
• أنشطة ترفيهية متنوعة: من المعروف أنّ المنطقة تشهد تواجدًا كبيرًا للأنشطة الرياضية والمائية (ركوب الأمواج، التزحلق على المياه)، إلى جانب المطاعم الفاخرة والمراكز التجارية.
• جودة الحياة: الهواء النقي والمناظر الطبيعية الخلابة يدعمان صحة نفسية وجسدية أفضل، ما يشجّع الكثيرين على البقاء فترة أطول بدلًا من مجرد مصيف قصير.
تُظهِر هذه المزايا كيف أصبح الساحل الشمالي خيارًا قابلًا للحياة والاستقرار الدائم، وليس مجرد وجهة صيفية موسمية.
10. قصص نجاح وحالات عملية
توجد العديد من قصص النجاح لمشروعات عقارية وسياحية على الساحل الشمالي، وهي دليل عملي على جدوى الاستثمار في تلك المنطقة:
1. منتجعات عالمية: دخلت علامات تجارية فندقية عالمية إلى الساحل الشمالي وحققت نسب إشغال عالية خلال فترة قصيرة، واستطاعت تقديم خدمات تنافس نظيراتها في الخارج.
2. مشروعات عقارية سريعة البيع: أطلقت شركات تطوير عقاري معروفة مثل “سوديك” و”بالم هيلز” وغيرهما مشروعات ضخمة في الساحل الشمالي، ونفدت الوحدات في وقت قياسي نتيجة الطلب المرتفع.
3. مبيعات المرحلة الأولى: كثيرًا ما يتم حجز وحدات المرحلة الأولى في أي مشروع جديد قبل حتى بدء الإنشاءات الفعلية، وذلك يعكس ثقة المستثمرين والمشترين في المستقبل العقاري للمنطقة.
هذه الأمثلة تدعم الثقة في استمرارية نمو العائد على الاستثمارات العقارية في الساحل الشمالي.
11. التوقعات المستقبلية والتوسع العمراني
يتوقع الخبراء استمرار التطوير في الساحل الشمالي على المدى البعيد، مع:
• بروز مدن جديدة: مثل العلمين الجديدة، وقد يليها مدن أخرى بطابع سياحي أو صناعي، مما يخلق حالة من التنوع في سوق العمل والسكن.
• استثمارات أجنبية: مع انفتاح مصر على العالم وتعزيز علاقاتها مع دول أوروبا والخليج، يُرجّح أن تدخل استثمارات أجنبية في قطاع الفنادق، المنتجعات، ومراكز التسوق.
• القيمة المضافة: تطوير مشروعات تخدم سكان المنطقة طوال العام وليس فقط المصطافين، مثل الجامعات، المدارس، المستشفيات المتخصصة، والأسواق التجارية، ما يزيد من جاذبية السكن والاستثمار في الساحل الشمالي بشكل دائم.
لا شكّ أن خطط التوسع العمراني هذه سترفع من قيمة الأراضي والعقارات في المنطقة، وتخلق المزيد من الفرص الاستثمارية الواعدة.
12. التحديات وكيفية التغلّب عليها
رغم كل المميزات السابقة، قد تواجه الاستثمارات في الساحل الشمالي بعض التحديات:
1. الموسمية: ما زال الطلب الأكبر يتركز في موسم الصيف، ما قد يجعل بعض المستثمرين يتخوّفون من قلة العائد في الفصول الأخرى.
• الحل: التركيز على المشروعات التي تستهدف الإقامة طوال العام، مثل تقديم خدمات للطلاب أو العاملين، أو الاهتمام بالسياحة الشتوية والعائلية.
2. ارتفاع تكاليف البناء: قد تؤدي الزيادات في أسعار مواد البناء وأجور العمالة إلى ارتفاع تكاليف المشروعات العقارية.
• الحل: عقد اتفاقيات طويلة الأجل مع مورّدي مواد البناء والاستفادة من عمليات الشراء بالجملة، بالإضافة إلى دراسة دقيقة لتكاليف المشروع قبل البدء.
3. المنافسة القوية: الساحل الشمالي يشهد تدفّق العديد من الشركات الكبرى في مجال التطوير العقاري والسياحة، ما يجعل المنافسة شديدة.
• الحل: التركيز على جودة المشروع والابتكار في التصميم والخدمات المقدمة، وتسويق المشروع بشكل احترافي يستهدف الشرائح المناسبة.
4. البيروقراطية والإجراءات الحكومية: أحيانًا قد يجد المستثمرون صعوبات في استصدار التصاريح أو إتمام الإجراءات.
• الحل: التعاون مع شركات متخصصة في الإجراءات الحكومية، ومكاتب استشارية تعرف كيفية التعامل مع الجهات المختصة.
التعرف على هذه التحديات والاستعداد لها يضمن نجاح المشروعات الاستثمارية على الساحل الشمالي وتحقيق الأرباح المرجوة.
13. دور التسويق العقاري وحملات الترويج
يشكّل التسويق العقاري عمودًا أساسيًا في نجاح أي مشروع استثماري، ويزيد أهمية في منطقة تنافسية كالساحل الشمالي:
• التواجد الرقمي: إنشاء موقع إلكتروني جذاب، استخدام منصات التواصل الاجتماعي للإعلان عن المشروع، ونشر محتوى يستهدف شرائح المهتمين بالسكن أو الاستثمار.
• الفيديو والمجسمات ثلاثية الأبعاد: عرض فيديوهات ترويجية ومجسمات توضيحية للمشروع (3D) تجعل المشترين أو المستثمرين يشعرون أنهم يرونه فعليًا قبل بدء البناء.
• العروض الخاصة والتسهيلات: تقديم خطط سداد مرنة، خصومات عند الحجز المبكر، وعروض تشجيعية تسهّل القرار الشرائي أو الاستثماري.
• المعارض والمؤتمرات: المشاركة في المعارض العقارية المحلية والدولية، والاستفادة من الفعاليات السياحية للتعريف بالمشروع وجذب العملاء المحتملين.
تساعد هذه الاستراتيجيات في إبراز تميّز مشروعك وسط الزخم الكبير في السوق العقاري على الساحل الشمالي.
14. الاستفادة من التقنيات الجديدة والاستشارات العقارية
أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من عالم الاستثمار العقاري. ويمكن للمستثمر في الساحل الشمالي أن يستفيد منها في عدة جوانب:
• منصات الحجز وإدارة الإيجارات: تساعد في تنظيم الحجوزات والتحصيلات المالية دون عناء، خاصّة لو كنت تؤجر وحدتك في الصيف لمصطافين.
• التحليلات السوقية: تعطيك فكرة عن معدلات الطلب والعرض، وتواريخ الذروة السياحية، وأسعار البيع والإيجار في كل منطقة.
• جولات افتراضية: تسمح للمشتري أو المستأجر المحتمل بمشاهدة العقار افتراضيًا قبل زيارته، ما يُسرّع عملية اتخاذ القرار.
• الاستشارات العقارية: يُفضّل التعاون مع شركات استشارات عقارية تمتلك خبرة في المنطقة، لتساعدك في اختيار المشروع المناسب لإمكانياتك وأهدافك الاستثمارية.
15. الخلاصة: الساحل الشمالي بوابتك للاستثمار الواعد
ختامًا، يُمثل الساحل الشمالي في مصر بيئة مثالية للاستثمار بفضل توافر مجموعة عوامل تنموية واستراتيجية مهمة، أبرزها:
• موقع متميز وقربه من الإسكندرية والقاهرة.
• بنية تحتية حديثة تشمل طرقًا سريعة، مطار العلمين، ومرافق خدمية متطورة.
• مشروعات عقارية وسياحية تلبّي كل الأذواق والفئات الاستثمارية.
• عائد إيجاري مرتفع خاصة في موسم الصيف، مع احتمالية النمو المستمر في قيمة العقار.
• دعم حكومي لتطوير المنطقة واستقطاب المزيد من الاستثمارات.
إنّ القرار بالاستثمار في الساحل الشمالي لا يعني فقط الاستفادة من جمال البحر المتوسط ومناخه الرائع، بل هو اختيار إستراتيجي قد يدرّ عوائد مالية مجزية على المدى الطويل. ومع التطوير المستمر لمدينة العلمين الجديدة وغيرها من المناطق، تظل الفرصة متاحة أمام المستثمرين الأفراد والشركات على حد سواء.
إذا كنت تفكّر في شراء عقار، أو الدخول شريكًا في مشروع سياحي، أو حتى بدء عمل تجاري صغير يستهدف زوّار الساحل الشمالي، فلا شك أن هذه المنطقة تمتلك المقوّمات الكافية لتكون رهانًا رابحًا. والأهم أن تدرس خياراتك بعناية، وتضع خطة استثمارية واضحة، وتتابع تطوّرات السوق، لتضمن تحقيق أفضل النتائج واستغلال الفرص الكامنة في هذا الجزء الساحر من مصر.